هذه القصة حائزة على المرتبه الأولى وكاتبة القصة (بعد الرحيل)
قصة اعجبتني فاحببت ان انقلها لكم كما هية وخصوصا انها تحمل في طايتها رسالة هامة
بسم الله الرحمن الرحيم
((( تشييع جنازه )))
ولدي العزيز …… أخط لك هذه الكلمات وأنا لا أعلم …أتقرئها في حياتي أم بعد وفاتي !!! ولدي الحبيب .. أوهكذا ترحل ؟؟ أوهكذا تتركني لخريف أيامي وحرارة أحزاني ؟؟ أوتهجرني في موسمي جفافي وتتركني أعاني آلامي !!! أوتختفي وسط زحام الحياة وتتناساني !!! يا وحيدي .. أوتدري كم يضيق بي هذا الكون الفسيح حين تغيب عن عيني ابتسامتك ويخبوا صدى ضحكتك يا قطعة من فؤادي وأساس حياتي أوتدري كم أحبك ؟؟ وكم سهرت من الليالي بقربك؟؟ ليتك تعلم ماذا كان يعني لي وجودك .. فلقد كنت فتاة صغيره حين زف لي خبر حملي بك وحينها لم تكد الأرض تسعني لشدة فرحي وابتهاجي فتراقصت مهجتي طربا لإحساسي بك وبنموك فبت أحصي الأيام لموعد قدومك وأمضيت الليالي أتحدث إليك وأناجيك،ولعي واشتياقي لمرآك وللعب معك فيما أنت تركلني في محاولاتك للتواصل معي .. لقد تعلمت أن أحبك قبل أن ترى نور هذا العالم المجنون الذي علمك كيف تقسو علي وتطردني من حياتك وليتك تعلم كم سهرت من الليالي على رعايتك وكم ذرفت مقلتاي بدل الدموع دما لمرضك وألمك وكيف كنت أموت كمدا عند إحساسي بضيقك أو بفشلك كنت دائما وأبدا أرنو إليك بكل افتخار واعتزاز في كل صباح ومساء وخليط من الغبطة والخوف يعتريني لحصولي على أبن بمثل قوتك وهيبتك وذكاءك فكنت أخاف عليك من عيون الحاسدين ومن شر الحاقدين فأنت أنفاسي التي أحيا بها وضوء عيناي التي أرى بهما وأنت عالمي الذي له وبهي أحيا لقد كنت محور حياتي ومصدر سعادتي على امتداد سنيني فلطفك معي كان بلسما لجروحي وحبك لي كان إكسير حياتي فعشت أروع لحظات حياتي .. حتى اجتاحني خريف عمري .. فبت ثقلا يعييك تتململ منه وتبغضه وكأن تلك الإنسانة التي أمضت حياتها في محاولة إسعادك ما هي ألا ثقلا على كاهلك يخنقك ويسد طريقك .. فتركتني .. أتصدق ؟؟!! تركتني ..هجرتني.. بل قل قتلتني وتركتني أمضي ما تبقى لي من أيام في عمري بعيدا عنك وأنت لا تعي بأن مجرد بعدي عنك هو إعلان لمراسم جنازتي التي لم تشيعها بعد !!!!
ولدي الحبيب يا أغلا ما أملك أوتدري ..أن لكل زرع موسم حصاد لذا فأنني أتمنى من العلي القدير أن لا يكون حصادك هو نتاج ما فعلة بي فرغم جحودك لي وعقوقك بي في غمرة احتياجي لك وصدك وجفواك معي فأن فؤادي لا يزال ينفطر شوقا وحبا لك وخوفا عليك فأمضي أوقاتي ساجدتا متضرعتا للولي القادر الغفور الرحيم أن يمدك بوفير الصحة والعافية وأن يخذ ما تبقى لي من عمر لمدك به وأن لا يعاقبك بما فعلت بي فمهما فعلت فأن قلبي لا يستطيع الغضب عليك…لذا فبت مطمئنا يا صغيري لأنني عند رحيلي أكون قد غفرت لك هجرانك وصدك ونكرانك بل أن لساني وقلبي لم يفتاءا يلهجان بذكرك وحبك وعرفانك فأن أفقت يوما على هاتف يخبرك برحيلي فلا تحزن ولا تندم فأن قلب الأم لا يعرف الحقد أو الكره..فلا تلم نفسك لكسرك فؤادي أو لخنقك أنفاسي أو لسلبك لي حواسي…لم نفسك فقط لعدم تحقيقك لي آخر أمنياتي ….ألا وهي نظرة أخيرة على محياك البهي محمولة بعناق بر وحنان لازلت احمل ذكراها من حياتي لتكن سلواي الأخير في مماتي فعش هنيئا قرير العين يا أغلى ما في حياتي …………….
توقيع
أمـك . .
جثمان أمك بعد الرحيل
دمتم في حفظ الله ورعايتة