أم كلثوم بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إحدى النورين
كانت عند عتيبة بن أبي لهب، فلما قال له أبواه _ولأخيه كذلك_: طلقا بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبنيا بهما، وجاء عتيبة حين فارق أم كلثوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: كفرت بدينك وفارقت ابنتك وسطا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبا من كلابه) وكان خارجا إلى الشام تاجراً مع نفر من قريش حتى نزلوا مكاناً من الشام يقال له الزرقاء ليلا فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمه، هو الله آكله بدعوة محمد، قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام. وقال أبو لهب: يا معشر قريش أعينونا هذه الليلة، فإني أخاف دعوة محمد فجمعوا أحمالهم وفرشوا لعتيبة في أعلاها وناموا حوله، فقيل: إن الأسد انصرف عنهم حتى ناموا وعتيبة في وسطهم، ثم أقبل يتخطاهم ويتشممهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه. قال أبو عمر: ولما ماتت رقية تزوج عثمان بن عفان بأم كلثوم في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة الهجرة. وبنى عليها في جمادى الآخرة من السنة، وتوفيت أم كلثوم رضي الله عنها في السنة التاسعة من الهجرة. ولم تلد لعثمان شيئاً، وكانت وفاتها في شعبان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان (لو كانت عندنا ثالثة زوجناكها يا عثمان) وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وقد روى أن أبا طلحة الأنصاري استأذن رسول الله أن ينزل معهم في قبرها فأذن له، وغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب. وهي التي شهدت أم عطية غسلها، وحكت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغسلنها وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك) الحديث. قال: وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر أم كلثوم