الحلقة التاسعة:
رومانسية بالتقلية
حازم ينطلق بسيارته عائدًا إلى منزله وأثناء الطريق يسأل والديه ... إيه رأيكم ؟ ترد الوالدة
بصراحة يا ابني ربنا يوفقك وتكون سارة من نصيبك ... وأهلها واضح أنهم ولاد ناس وطيبين
ولو كنت أتمنيت كنت مش هاتمنى أحسن من النسب ده ...
...
يدخل الوالد في الحديث ويقول والمهندس عزمي الصراحة راجل محترم ومهذب وباين عليه
ابن بلد وقعدته حلوة ... ربنا يكرمك يا ابني أنت ولد طيب وتستاهل ناس زي دول ...
حازم سعيد جدًا بانطباع أهله ولكنه يسرح في آخر ما قالته سارة ويقول في نفسه ، يا
ترى قصدك إيه يا سارة بأني رومانسي جدًا ؟ يمكن تكون فاكره أنى بتاع بنات ومقضيها ؟
ولا يكون قصدها أنى شاب نايتى نايتى من بتوع اليومين دول واليومين الجايين ؟ عمومًا
أنا لازم أتصل بيها أول ما أوصل .
وبالفعل بمجرد أن يصل يدخل غرفته ويتصل بها...- آلو ... السلام عليكم .
- أيوة يا طنط ... إزي حضرتك أنا متشكر على حسن الضيافة .
- على إيه يا أبنى ده بيتكم يا حازم .
- أنا فعلاً كنت حاسس أنى في بيتنا ... وفيه حاجة برضو مش قادر اخبيها .
- قول أنت باين عليك لسانك مش بيحب الضلمة ... تقولها مع ابتسامة ...
- صراحة أصلى أول ما شفت حضرتك شكيت إنك أخت سارة وبتضحكوا عليا .
- أنت باين عليك ولد خطير ... بس أنا مامتها فعلاً مش أختها ولا حاجة .
- وفيه حاجة كمان يا طنط عاوز أقول لحضرتك عليها .
- إيه هي ؟
- ذوق حضرتك في الديكور راقي جدًا ... أصلى بحب التحف والأنتيكات والكريستالات ،
وأحيانًا لما انزل الزمالك أعدى على كام جاليرى أعرفهم وساعات بفكر أشترى منهم بس
لسه ماحصلش لأنهم غاليين جدًا .
- هو أنت هتاخد المكالمة كلها معايا يا حازم ولا إيه ؟ أنت مش عايز تكلم سارة ؟
- لا طبعًا عايز بس أصلى برتاح لما أتكلم مع حضرتك ودى مش مجاملة والله ده بالفعل ...
أنا حسيت من أول ما شفتك إنك من الناس اللي فيه بينهم وبين ربنا صلة ، أو زي ما
بنقول فيه عمار وده واضح في وش حضرتك ، عندك قبول غير طبيعي ... وده من حسن
حظي وحظ أهلي .
تضحك والدة سارة وتقول ...
- أنت ولد مش سهل لدرجة تخليني أخاف منك على بنتي .
- ليه بس يا طنط ؟
- يعنى كلامك حلو والبنت لسه صغيرة وماعندهاش خبرة .
- هي ممكن ماعندهاش خبرة بس اللي جذبني لسارة إنها متربية وعاقلة .
- أهي سارة جت عشان تنقذك منى ...
- آلو .. أيوة يا حازم أنت لحقت توصل بالسرعة دى ؟
- آه أصل الطريق كان ماشى ... قولي لي إيه رأيك في بابا وماما ؟
- والدك باين عليه شخص طيب جدًا ومامتك ست ذوق وبتفهم في الأصول ... أنا حبيتهم
بصراحة .
- طب الحمد لله ... نخش بقا في الموضوع اللي عاوز أكمله معاكي.
- موضوع إيه ؟
- أنتي لحقتي نسيتي ؟
- معلش يا حازم أصلى من ساعة ما نزلتو وأنا مشغولة مع ماما ( وتخفض صوتها )
عمالين ننم عليكوا .
بصوت منخفض أيضًا يرد حازم ...
- طب بتقولوا إيه ؟ ... ما تخافيش مش هقول لحد .
- أكيد كل خير طبعًا يا بني ، بس هي فضلت تضحكني على الفضيحة اللي أنت عملتها
لما أنا دخلت بالشاي .
- خلاص بقا يا سارة ما أنا شرحت لك الظروف ، المهم خلينا في موضوعنا ...
أنتي بتقولي إن أنا رومانسي جدًا ومش فاهم قصدك إيه ؟
- يعنى حسيت إنك رومانسي زيادة شوية زى ما بنشوف في الأفلام الرومانسية ، وأنا
بصراحة خايفة تشوفني أول ما أصحي من النوم تغير رأيك وتكره حياتك !!
يضحك حازم ويقول ...
- مش معقول يا سارة أخجلنا تواضعكم وبعدين حتى لو كنتِ شبه مرضعة فرانكشتاين أنا
قابل يا ستى يعنى هو أنا اللي شبه أحمد عز ؟ ربك هو اللي بيستر عشان الواحد نيته
خالصة بس ، تحبي أجيب لحضرتك من الآخر وبالبلدي كده .
- يا ريت .
- البنت لما تكون حلوة وطبعها مش حلو، الشخص اللي أتجوزها هياخد على شكلها
وبعد شهر أتنين ، غالبًا بيكره اليوم اللي أتولد فيه من سوء أخلاقها وطباعها ، لكن لما
بتكون شكلها مقبول بس روحها حلوة وعندها أخلاق ، اللي أتجوزها بياخد على شكلها
لكن جمال طبعها بيغطي على النقص الموجود في منطقة الجمال ويخليه يحبها وينسى
مسألة الشكل دى وهو ده اللي بيدوم ، جمال الروح والأخلاق ، ما بالك بقا يا نور عيني
لما تكون عندها عيونك وحلاوتك وعقلك و .... تقاطعه سارة ....
- غنى يا وحيد .
- أنا مش بغنى أنا لسه بألف في لحن الأغنية ، تضحك سارة ...
- وهو أنتي لسه شفتي غنى ؟ ده أنتي صعبانه عليا من اللي هتسمعيه وتشوفيه
منى .
- أنت فعلاً رومانسي يا حازم .
- بس خدي بالك مش رومانسية من بتاعة الأفلام ، أنا رومانسي واقعي .
- يعنى رومانسي ووقعت على الأرض ولا إيه ؟
- لا يا روحي بس رومانسية الأفلام دى تمثيل ومش حقيقية ومضيعة الناس وراها ، اللي
بيحصل في أفلام السينما خدعة ضحكوا بيها على الشباب للأسف وأوهموهم إن الحياة
الزوجية في الأفلام الرومانسية بالذات كلها ورد وحب وبحر ورمل والراجل بيجري ويحلق
على البطة بتاعته ، اللي بتتدحرج وتقع في الآخر وبعدين ينتهي المشهد قبل الشقاوة ،
قال يعنى كده عيب واللي بيتفرج عليه انه يتخيل، ما هو لازم نشارك برضو ولو بالخيال،
والولد والبنت يخرجوا من السينما وهما طايرين لأنهم متخيلين حياتهم كده، وبعد الجواز
تحصل المفاجآت ... الريحه الحلوة بقت ريحه بصل عند الست مديحه ، وريحه مش مريحة
خارجة من عند سي الأستاذ برعي والكلام الحلو أصبح في المناسبات ، اللي تقريبًا
بينسوها أو بيعملوا ناسيينها، وتلاقى في الآخر اللي إحنا شايفينه حوالينا إما أتنين
مطلقين أو عايشين في بيت واحد لكن أنسب مصطلح يليق بيهم إنهم غير مطلقين، أو
متحملين بعض عشان الفضايح والشكل الاجتماعي أو الأولاد وهكذا ... وتمشى الحياة
بالشكل ده لحد ما يكتشفوا بعد سبعتاشر سنة خدمة إن جوازهم قال إيه كان غلطة !!!
- معلش يا حازم مش قادرة اضحك، أنت جبت لي اكتئاب تقريبًا بكلامك ده ، بس أنا معاك
هو كلام مزبوط فى معظمه ويخوف في نفس الوقت .
طب ويخوف ليه ... ابتدينا ولا إيه ؟
- أصل أنا ماخبيش عليك خايفة نكون عمالين نحسبها وفاكرين إن إحنا مختلفين عن
الناس كلها وبعدين تحصل حاجات مش في الحسبان ونبقى ؟؟؟ ...
يقاطعها حازم : لا حول ولا قوة إلا بالله أنا مش قلت لك من ساعتين بس إن طول ما إحنا
رابطين علاقتنا بالله أكيد حيكرمنا ومش هيخذلنا والنية تكون أننا بنتجوز عشانه ؟ وبعدين
هو احنا خلاص هنتجوز بكرة ؟- كلامك صح يا حازم وحتى لو لا قدر الله وحصلت مشاكل،
فيه كلمة ماما قالتها مش ناسياها .
- قالت لك إيه ؟
- قالت لي ما معناه حتى لو اللي اتجوزتيه طلع مش كويس اصبرى عليه لأنه ده ابتلاء من ربنا .
- طب ليه كده يا طنط ؟ ده أنا والله من أول ما أتكلمت معاها وأنا حسيت إنها زى أمي
وكنت على طبيعتي معاها ، وفى الآخر أطلع مش كويس وابتلاء كمان ؟ لا ما كانش
العشم يا طنط .
- يا أبنى الكلام ده قالته قبل ما أعرفك خالص وبعدين سيبك من ده كله كلنا عندنا مشاكل وعيوب
ومافيش حد كامل والرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث شريف: " لا يفرك مؤمن
مؤمنة فيكمل حازم الحديث ... إن كره منها خلقًا رضي منها آخر" .
ويستطرد حازم ... عمومًا إحنا لسه في مرحلة بدري ولو أنى مستعجل ... ترد سارة ...
الاستعجال مش حلو في الأمور دى لازم ندرس بعض كويس يا حازم ، عشان لا أنت تتعب
ولا أنا وفى الأخر لو لينا نصيب في بعض إن شاء الله هنشوفه .
- ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي، أنا برضو كنت عايز أقول كده لأن مرحلة المشاعر أنا خلاص
عديتها والحمد لله ... لكن العقل لازم يشتغل شوية حتى لو كنت بموت فيكِ ومش متخيل
حياتي من غير ما تكوني فيها، لكن برضو لازم ناخد وقتنا في التفكير عشان مانظلمش
بعض ، وبعدين أنا برضو راعيت في اختياري إن اللي أتجوزها تكون عاقلة عشان هي اللي
هتكون أم للبنات اللي عايزها تربيهم صح ، ويشكروني على إني اخترتها عشان تكون
أمهم ، فاكره أنا قلت لك إيه في الرسالة ؟
- فاكرة ويا رب يكتب لنا الخير ، وأنت قبل منى لأنك تستاهل كل خير فعلاً .
- طب أنا عايز اعيط شوية ... عشان الكلام اللي إحنا بنقول فيه ده لازم يختم بمشهد
مؤثر ، تيجى نعيط سوا ؟
- لا عيط أنت لوحدك ... أنا لسه معيطة الأسبوع اللي فات وأنا بتفرج على فيلم تايتانك .
- أديكي انكشفتي على حقيقتك ... شاطرة بس تقولي علي رومانسي .
- خلاص يا سيدي واحدة بواحدة ...
بالحق ما قولتش يا حازم .
- أؤمر يا عيون حازم .
- هو أنت عندك شقة ؟
- أيوه أنا الحمد لله اشتريت شقة في أكتوبر .
( سارة لم يعجبها المكان ولكنها لم تصرح في الوقت الحالي )
- طب هي فين في أكتوبر؟
- في كومباوند اسمه وادي الربيع في الحي المتميز ، هو الحقيقة أنا اشتريتها بعد ما
شفتك بشهر ولما دخلتها أول مرة حبيتها وحسيت إنها بتاعتنا ، وهقولك على حاجة بس
بلاش تقولي رومانسي ...
- قول ما تخافش .
- أنا في آخر مرة زرت الشقة شفتك وأنتي في المطبخ وبعدين سارة الصغيرة صحيت من
النوم في أوضتها وفضلت تنده عليكى جريتي عليها وأخدتيها في حضنك ، وأنا كنت واقف
أتفرج ومستمتع جدًا بالمشهد ده .
تتنهد سارة وتقول: من غير ما تزعل يا حازم أنت رومانسي لدرجة تخوف .
- تخوف ليه ؟ هو إحنا اللي نقوله نعيده ... وبعدين خلينا نلحق لنا
يومين قبل المسئوليات والطلبات والأولاد والذي منه .
- آه .... اظهر وبان عليك الأمان، هو أنت رومانسي لحد ما تتجوز وبعدين تنفيضه ؟
- حلوة تنفيضه دى ... أنا أقصد إن وقت الرومانسية أكيد بيقل مع الوقت ومع وجود أعباء
والتزامات تانية وأولاد، والرومانسية مش كلام وبس، دى ممكن تاخد أشكال كتير .
- زى إيه مثلاً يا دكتور حازم ؟؟
- إننا مثلاً نصلى ونقرأ قرآن مع بعض ... دى رومانسية إسلامية
أنى أتجوزك في الدنيا وأنتظرك نتجوز تانى في الجنة بإذن الله ... رومانسية أبدية
يعنى أكون سعيد لمجرد أنى أشوفك سعيدة ... رومانسية روحية
يعنى في يوم من الأيام أحضر لك الفطار وأجيبهولك لحد سريرك ... رومانسية غذائية
نضحك سوا لحد معدتنا ما توجعنا من كتر الضحك ... رومانسية كوميدية
يعنى لما نكون على شط البحر والقمر طالع وأيدي في أيدك وأهمس وأقولك بحبك ... رومانسية بحرية
لما تصحي الصبح تلاقى على المخدة رسالة غرامية بقولك فيها وحشتيني ... رومانسية غير عادية
لما أقولك أنا عازمك على العشا بره البيت وأفاجئك أنى عازمك على كشري ... رومانسية بالتقلية .
- حلوة يا دكتور أخر واحدة دى، أنا فعلاً بحب الكشري جدًا .
- طب استني لسه فيه أنواع تانية .
- لا كفاية نختمها أحسن بالتقلية عشان بحبها ونكمل بعدين لأننا لو مش واخد بالك
بقالنا ساعتين ونص بنتكلم ... بس ما تنساش تدعى لنا قبل ما تنام .
- إن شاء الله ... تصبحي على ألف وتسعمية وخمسين خير وسعادة وحب وأمل وتفاؤل
و...تقاطعه سارة بابتسامة ... أنا رحت في النوم خلاص يا حازم ممكن تقول تصبحي
على خير بدل حكايات قبل النوم دى .
- طب خلاص اقفلي أنتي الأول .
- لا عيب أقفل حضرتك الأول ... أنت اللي متصل .
- طب خلاص مش هطول عليكِ ... مع السلامة يا أجمل يمامة.
تبتسم سارة ولا ترد وتضع السماعة في هدوء ، وتجد نفسها تغنى أغنية شهيرة لفضل
شاكر تقول كلماتها " لو على قلبي داب في هواك وكفاية "... إلى آخره .
ثم تذهب إلى غرفتها وقبل أن تنام تنظر في مرآتها وتبتسم وتقول:تصبحي على خير يا
أجمل يمامة ...
رومانسية بالتقلية
حازم ينطلق بسيارته عائدًا إلى منزله وأثناء الطريق يسأل والديه ... إيه رأيكم ؟ ترد الوالدة
بصراحة يا ابني ربنا يوفقك وتكون سارة من نصيبك ... وأهلها واضح أنهم ولاد ناس وطيبين
ولو كنت أتمنيت كنت مش هاتمنى أحسن من النسب ده ...
...
يدخل الوالد في الحديث ويقول والمهندس عزمي الصراحة راجل محترم ومهذب وباين عليه
ابن بلد وقعدته حلوة ... ربنا يكرمك يا ابني أنت ولد طيب وتستاهل ناس زي دول ...
حازم سعيد جدًا بانطباع أهله ولكنه يسرح في آخر ما قالته سارة ويقول في نفسه ، يا
ترى قصدك إيه يا سارة بأني رومانسي جدًا ؟ يمكن تكون فاكره أنى بتاع بنات ومقضيها ؟
ولا يكون قصدها أنى شاب نايتى نايتى من بتوع اليومين دول واليومين الجايين ؟ عمومًا
أنا لازم أتصل بيها أول ما أوصل .
وبالفعل بمجرد أن يصل يدخل غرفته ويتصل بها...- آلو ... السلام عليكم .
- أيوة يا طنط ... إزي حضرتك أنا متشكر على حسن الضيافة .
- على إيه يا أبنى ده بيتكم يا حازم .
- أنا فعلاً كنت حاسس أنى في بيتنا ... وفيه حاجة برضو مش قادر اخبيها .
- قول أنت باين عليك لسانك مش بيحب الضلمة ... تقولها مع ابتسامة ...
- صراحة أصلى أول ما شفت حضرتك شكيت إنك أخت سارة وبتضحكوا عليا .
- أنت باين عليك ولد خطير ... بس أنا مامتها فعلاً مش أختها ولا حاجة .
- وفيه حاجة كمان يا طنط عاوز أقول لحضرتك عليها .
- إيه هي ؟
- ذوق حضرتك في الديكور راقي جدًا ... أصلى بحب التحف والأنتيكات والكريستالات ،
وأحيانًا لما انزل الزمالك أعدى على كام جاليرى أعرفهم وساعات بفكر أشترى منهم بس
لسه ماحصلش لأنهم غاليين جدًا .
- هو أنت هتاخد المكالمة كلها معايا يا حازم ولا إيه ؟ أنت مش عايز تكلم سارة ؟
- لا طبعًا عايز بس أصلى برتاح لما أتكلم مع حضرتك ودى مش مجاملة والله ده بالفعل ...
أنا حسيت من أول ما شفتك إنك من الناس اللي فيه بينهم وبين ربنا صلة ، أو زي ما
بنقول فيه عمار وده واضح في وش حضرتك ، عندك قبول غير طبيعي ... وده من حسن
حظي وحظ أهلي .
تضحك والدة سارة وتقول ...
- أنت ولد مش سهل لدرجة تخليني أخاف منك على بنتي .
- ليه بس يا طنط ؟
- يعنى كلامك حلو والبنت لسه صغيرة وماعندهاش خبرة .
- هي ممكن ماعندهاش خبرة بس اللي جذبني لسارة إنها متربية وعاقلة .
- أهي سارة جت عشان تنقذك منى ...
- آلو .. أيوة يا حازم أنت لحقت توصل بالسرعة دى ؟
- آه أصل الطريق كان ماشى ... قولي لي إيه رأيك في بابا وماما ؟
- والدك باين عليه شخص طيب جدًا ومامتك ست ذوق وبتفهم في الأصول ... أنا حبيتهم
بصراحة .
- طب الحمد لله ... نخش بقا في الموضوع اللي عاوز أكمله معاكي.
- موضوع إيه ؟
- أنتي لحقتي نسيتي ؟
- معلش يا حازم أصلى من ساعة ما نزلتو وأنا مشغولة مع ماما ( وتخفض صوتها )
عمالين ننم عليكوا .
بصوت منخفض أيضًا يرد حازم ...
- طب بتقولوا إيه ؟ ... ما تخافيش مش هقول لحد .
- أكيد كل خير طبعًا يا بني ، بس هي فضلت تضحكني على الفضيحة اللي أنت عملتها
لما أنا دخلت بالشاي .
- خلاص بقا يا سارة ما أنا شرحت لك الظروف ، المهم خلينا في موضوعنا ...
أنتي بتقولي إن أنا رومانسي جدًا ومش فاهم قصدك إيه ؟
- يعنى حسيت إنك رومانسي زيادة شوية زى ما بنشوف في الأفلام الرومانسية ، وأنا
بصراحة خايفة تشوفني أول ما أصحي من النوم تغير رأيك وتكره حياتك !!
يضحك حازم ويقول ...
- مش معقول يا سارة أخجلنا تواضعكم وبعدين حتى لو كنتِ شبه مرضعة فرانكشتاين أنا
قابل يا ستى يعنى هو أنا اللي شبه أحمد عز ؟ ربك هو اللي بيستر عشان الواحد نيته
خالصة بس ، تحبي أجيب لحضرتك من الآخر وبالبلدي كده .
- يا ريت .
- البنت لما تكون حلوة وطبعها مش حلو، الشخص اللي أتجوزها هياخد على شكلها
وبعد شهر أتنين ، غالبًا بيكره اليوم اللي أتولد فيه من سوء أخلاقها وطباعها ، لكن لما
بتكون شكلها مقبول بس روحها حلوة وعندها أخلاق ، اللي أتجوزها بياخد على شكلها
لكن جمال طبعها بيغطي على النقص الموجود في منطقة الجمال ويخليه يحبها وينسى
مسألة الشكل دى وهو ده اللي بيدوم ، جمال الروح والأخلاق ، ما بالك بقا يا نور عيني
لما تكون عندها عيونك وحلاوتك وعقلك و .... تقاطعه سارة ....
- غنى يا وحيد .
- أنا مش بغنى أنا لسه بألف في لحن الأغنية ، تضحك سارة ...
- وهو أنتي لسه شفتي غنى ؟ ده أنتي صعبانه عليا من اللي هتسمعيه وتشوفيه
منى .
- أنت فعلاً رومانسي يا حازم .
- بس خدي بالك مش رومانسية من بتاعة الأفلام ، أنا رومانسي واقعي .
- يعنى رومانسي ووقعت على الأرض ولا إيه ؟
- لا يا روحي بس رومانسية الأفلام دى تمثيل ومش حقيقية ومضيعة الناس وراها ، اللي
بيحصل في أفلام السينما خدعة ضحكوا بيها على الشباب للأسف وأوهموهم إن الحياة
الزوجية في الأفلام الرومانسية بالذات كلها ورد وحب وبحر ورمل والراجل بيجري ويحلق
على البطة بتاعته ، اللي بتتدحرج وتقع في الآخر وبعدين ينتهي المشهد قبل الشقاوة ،
قال يعنى كده عيب واللي بيتفرج عليه انه يتخيل، ما هو لازم نشارك برضو ولو بالخيال،
والولد والبنت يخرجوا من السينما وهما طايرين لأنهم متخيلين حياتهم كده، وبعد الجواز
تحصل المفاجآت ... الريحه الحلوة بقت ريحه بصل عند الست مديحه ، وريحه مش مريحة
خارجة من عند سي الأستاذ برعي والكلام الحلو أصبح في المناسبات ، اللي تقريبًا
بينسوها أو بيعملوا ناسيينها، وتلاقى في الآخر اللي إحنا شايفينه حوالينا إما أتنين
مطلقين أو عايشين في بيت واحد لكن أنسب مصطلح يليق بيهم إنهم غير مطلقين، أو
متحملين بعض عشان الفضايح والشكل الاجتماعي أو الأولاد وهكذا ... وتمشى الحياة
بالشكل ده لحد ما يكتشفوا بعد سبعتاشر سنة خدمة إن جوازهم قال إيه كان غلطة !!!
- معلش يا حازم مش قادرة اضحك، أنت جبت لي اكتئاب تقريبًا بكلامك ده ، بس أنا معاك
هو كلام مزبوط فى معظمه ويخوف في نفس الوقت .
طب ويخوف ليه ... ابتدينا ولا إيه ؟
- أصل أنا ماخبيش عليك خايفة نكون عمالين نحسبها وفاكرين إن إحنا مختلفين عن
الناس كلها وبعدين تحصل حاجات مش في الحسبان ونبقى ؟؟؟ ...
يقاطعها حازم : لا حول ولا قوة إلا بالله أنا مش قلت لك من ساعتين بس إن طول ما إحنا
رابطين علاقتنا بالله أكيد حيكرمنا ومش هيخذلنا والنية تكون أننا بنتجوز عشانه ؟ وبعدين
هو احنا خلاص هنتجوز بكرة ؟- كلامك صح يا حازم وحتى لو لا قدر الله وحصلت مشاكل،
فيه كلمة ماما قالتها مش ناسياها .
- قالت لك إيه ؟
- قالت لي ما معناه حتى لو اللي اتجوزتيه طلع مش كويس اصبرى عليه لأنه ده ابتلاء من ربنا .
- طب ليه كده يا طنط ؟ ده أنا والله من أول ما أتكلمت معاها وأنا حسيت إنها زى أمي
وكنت على طبيعتي معاها ، وفى الآخر أطلع مش كويس وابتلاء كمان ؟ لا ما كانش
العشم يا طنط .
- يا أبنى الكلام ده قالته قبل ما أعرفك خالص وبعدين سيبك من ده كله كلنا عندنا مشاكل وعيوب
ومافيش حد كامل والرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث شريف: " لا يفرك مؤمن
مؤمنة فيكمل حازم الحديث ... إن كره منها خلقًا رضي منها آخر" .
ويستطرد حازم ... عمومًا إحنا لسه في مرحلة بدري ولو أنى مستعجل ... ترد سارة ...
الاستعجال مش حلو في الأمور دى لازم ندرس بعض كويس يا حازم ، عشان لا أنت تتعب
ولا أنا وفى الأخر لو لينا نصيب في بعض إن شاء الله هنشوفه .
- ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي، أنا برضو كنت عايز أقول كده لأن مرحلة المشاعر أنا خلاص
عديتها والحمد لله ... لكن العقل لازم يشتغل شوية حتى لو كنت بموت فيكِ ومش متخيل
حياتي من غير ما تكوني فيها، لكن برضو لازم ناخد وقتنا في التفكير عشان مانظلمش
بعض ، وبعدين أنا برضو راعيت في اختياري إن اللي أتجوزها تكون عاقلة عشان هي اللي
هتكون أم للبنات اللي عايزها تربيهم صح ، ويشكروني على إني اخترتها عشان تكون
أمهم ، فاكره أنا قلت لك إيه في الرسالة ؟
- فاكرة ويا رب يكتب لنا الخير ، وأنت قبل منى لأنك تستاهل كل خير فعلاً .
- طب أنا عايز اعيط شوية ... عشان الكلام اللي إحنا بنقول فيه ده لازم يختم بمشهد
مؤثر ، تيجى نعيط سوا ؟
- لا عيط أنت لوحدك ... أنا لسه معيطة الأسبوع اللي فات وأنا بتفرج على فيلم تايتانك .
- أديكي انكشفتي على حقيقتك ... شاطرة بس تقولي علي رومانسي .
- خلاص يا سيدي واحدة بواحدة ...
بالحق ما قولتش يا حازم .
- أؤمر يا عيون حازم .
- هو أنت عندك شقة ؟
- أيوه أنا الحمد لله اشتريت شقة في أكتوبر .
( سارة لم يعجبها المكان ولكنها لم تصرح في الوقت الحالي )
- طب هي فين في أكتوبر؟
- في كومباوند اسمه وادي الربيع في الحي المتميز ، هو الحقيقة أنا اشتريتها بعد ما
شفتك بشهر ولما دخلتها أول مرة حبيتها وحسيت إنها بتاعتنا ، وهقولك على حاجة بس
بلاش تقولي رومانسي ...
- قول ما تخافش .
- أنا في آخر مرة زرت الشقة شفتك وأنتي في المطبخ وبعدين سارة الصغيرة صحيت من
النوم في أوضتها وفضلت تنده عليكى جريتي عليها وأخدتيها في حضنك ، وأنا كنت واقف
أتفرج ومستمتع جدًا بالمشهد ده .
تتنهد سارة وتقول: من غير ما تزعل يا حازم أنت رومانسي لدرجة تخوف .
- تخوف ليه ؟ هو إحنا اللي نقوله نعيده ... وبعدين خلينا نلحق لنا
يومين قبل المسئوليات والطلبات والأولاد والذي منه .
- آه .... اظهر وبان عليك الأمان، هو أنت رومانسي لحد ما تتجوز وبعدين تنفيضه ؟
- حلوة تنفيضه دى ... أنا أقصد إن وقت الرومانسية أكيد بيقل مع الوقت ومع وجود أعباء
والتزامات تانية وأولاد، والرومانسية مش كلام وبس، دى ممكن تاخد أشكال كتير .
- زى إيه مثلاً يا دكتور حازم ؟؟
- إننا مثلاً نصلى ونقرأ قرآن مع بعض ... دى رومانسية إسلامية
أنى أتجوزك في الدنيا وأنتظرك نتجوز تانى في الجنة بإذن الله ... رومانسية أبدية
يعنى أكون سعيد لمجرد أنى أشوفك سعيدة ... رومانسية روحية
يعنى في يوم من الأيام أحضر لك الفطار وأجيبهولك لحد سريرك ... رومانسية غذائية
نضحك سوا لحد معدتنا ما توجعنا من كتر الضحك ... رومانسية كوميدية
يعنى لما نكون على شط البحر والقمر طالع وأيدي في أيدك وأهمس وأقولك بحبك ... رومانسية بحرية
لما تصحي الصبح تلاقى على المخدة رسالة غرامية بقولك فيها وحشتيني ... رومانسية غير عادية
لما أقولك أنا عازمك على العشا بره البيت وأفاجئك أنى عازمك على كشري ... رومانسية بالتقلية .
- حلوة يا دكتور أخر واحدة دى، أنا فعلاً بحب الكشري جدًا .
- طب استني لسه فيه أنواع تانية .
- لا كفاية نختمها أحسن بالتقلية عشان بحبها ونكمل بعدين لأننا لو مش واخد بالك
بقالنا ساعتين ونص بنتكلم ... بس ما تنساش تدعى لنا قبل ما تنام .
- إن شاء الله ... تصبحي على ألف وتسعمية وخمسين خير وسعادة وحب وأمل وتفاؤل
و...تقاطعه سارة بابتسامة ... أنا رحت في النوم خلاص يا حازم ممكن تقول تصبحي
على خير بدل حكايات قبل النوم دى .
- طب خلاص اقفلي أنتي الأول .
- لا عيب أقفل حضرتك الأول ... أنت اللي متصل .
- طب خلاص مش هطول عليكِ ... مع السلامة يا أجمل يمامة.
تبتسم سارة ولا ترد وتضع السماعة في هدوء ، وتجد نفسها تغنى أغنية شهيرة لفضل
شاكر تقول كلماتها " لو على قلبي داب في هواك وكفاية "... إلى آخره .
ثم تذهب إلى غرفتها وقبل أن تنام تنظر في مرآتها وتبتسم وتقول:تصبحي على خير يا
أجمل يمامة ...